قصة موسى التعمري مع صاحب المطعم السوري في قبرص

قصة موسى التعمري مع صاحب المطعم السوري في قبرص !!


لماذا أراد " التعمري " الرحيل عن أبويل والعودة سريعاً إلى عمان وما قصة مدير المطعم السوري المتمسك باللاعب الأردني ..؟
وصلت نيقوسيا ، المدينة الهادئة المليئة بأشجار البرتقال بعد رحلة استمرت لمدة ساعتين من بافوس جنوباً ، تجولتُ في شوارع العاصمة القبرصية وتحديداً في المدينة القديمة التي احتاج فقط لعشرين دقيقة للوصول إليها من محل إقامتي.
مساءً ، اتصل بي لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم ونادي أبويل ، موسى التعمري ، للقائي والترحيب بي وجاء إلى "الهوستيل" الذي أقيم فيه بسيارته ، وبالمناسبة القيادة في قبرص تكون من الجانب الأيمن مثل المملكة المتحدة وبعض الدول ، وهنا بدأ حدثينا عن تأقلم "التعمري" في القيادة يميناً بدلاً من الجانب الأيسر ، فأجابني أن الأمر كان سهلاً بالنسبة له مع بعض صعوبات يواجهها فيما يتعلق بالاشارات الضوئية التي تكون أيضاً مختلفة عن نظيراتها بالأردن وذلك فيما يتعلق بمواقعها ..
استمر الحديث عن التأقلم وأول سؤال كروي طرحته على موسى كان عن ما نشرته الصحف القبرصية العام الماضي ، ومفاده أن لاعب منتخبنا الوطني كان يريد فسخ عقده مع أبويل بعد أسابيع قليلة من التعاقد معه.
وكعادته لم يخفي "التعمري" وأجاب بمنتهى الصراحة :" صحيح فكرت في فسخ عقدي سريعاً مع أبويل ، شعرت بوحدة كبيرة هنا في نيقوسيا ، لم أكن أعرف أحد وكنت أجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بموضوع اللغة الإنجليزية والتواصل مع الأخرين هنا والطعام أيضاً كنت أعاني منه كثيراً ، فتخيل أنني كنت أكتفي بوجبة طعام واحدة في اليوم !!
وواصل "التعمري" حديثه عن موضوع تأقلمه مشيراً إلى أنه لم يخبر إدارة أبويل بنيته في فسخ عقده ، ولكنه كان يخبر أحد زملائه في الفريق بقراره الذي لو اتخذه بشكلٍ نهائي ما كنت سأكتب هذه السطور اليوم وأنا جالس في الشرفة التابعة للهوستيل في وسط نيقوسيا مع نسمات هواء باردة بعض الشيء !!
زميل التعمري "الذي لم يشير إلى اسمه" ساعده كثيراً هذا ما قاله لي موسى فساهم بتقرب لاعبي أبويل منه وأصبحت العلاقة أكثر ترابطاً وتحولوا من زملاء في الملعب إلى اصدقاء خارجه ..
يقول موسى أن الأمور أصبحت أفضل بعد ذلك بعد أن أصبح يُشارك في المباريات وتخلص من انتقادات الجماهير التي لم تقتنع به في البداية مع غيابه عن إحداث فارق كبير للفريق في المباريات الأولى بموسمه الأول مع النادي الأشهر في قبرص.
وصلنا ، إلى أحد المطاعم العربية المفضلة للتعمري في المدينة القديمة بنيقوسيا ويسمى " شام فود" لتناول العشاء وفور دخول موسى للمطعم استقبله مدير المطعم الأخ ، محمد يوسف - وهو من سورية الشقيقة - بابتسامة عريضة وأول كلماته كانت :" والله قبل شوي كنت بسيرتك مع زميلي وتفرجنا على الهدفين اللي سجلتهم في المباراة الأخيرة .. ايش هذا يا تعمري والله انك نجم كبير".
كنت حريص في التحدث مع مدير المطعم ، محمد يوسف ، وسألته عن ما يفضله التعمري من أطباق عربية - سورية ، فأجاب " موسى يأكل كل شيء وموجود دائماً في مطعمنا ، لكنه أعتقد أنه يُفضل الشاورما (يضحك) ".
أكمل الأخ "محمد" مدحه لموسى وأشار إلى أن جميع من في قبرص من عرب وقبارصة يحبون اللاعب الأردني ولأنه على علاقة فيه ؛ دائماً ما يُطلب منه القميص الخاص بموسى التعمري من قبل محبي ومشجعيه !
وسط هذا الكلام المؤثر ، فاجأت محمد يوسف بسؤال " ماذا لو رحل موسى التعمري عن أبويل وقبرص بنهاية الموسم ، كيف ستكون ردة فعلك ، لا أبالغ اذا قلت أن مدير هذا المطعم شعر بصدمة السؤال وسكت لثوانٍ قبل أن يجيب عليه والدموع في عينيه وقال :" موسى غالي علي وهو شخص ذو اخلاق ، رحيله سيحزنني وأنا صادق بهذا الكلام ، تعودت على تواجده في مطعمنا ورؤيته سواء على شاشة التلفاز أو في الملعب .

أحدث أقدم